تُعدّ الأمراض النفسية العصبية من أكثر الاضطرابات تعقيدًا ودقة في التشخيص والعلاج، إذ تقف على الخط الفاصل بين الوظائف العصبية الحيوية للدماغ والتفاعلات النفسية والسلوكية للإنسان. وغالبًا ما تُظهر هذه الحالات أعراضًا نفسية بظاهرها، لكنها في جوهرها قد تكون ناتجة عن اضطراب كيميائي في النواقل العصبية، أو خلل بنيوي في أنسجة الدماغ، أو حتى علامة مبكرة لمرض عصبي عضوي كالتهاب الدماغ أو بداية خرف أو اضطراب في الدورة الدموية الدماغية.
إن إهمال هذه العلامات أو الاكتفاء بالعلاج النفسي دون التقييم العصبي قد يؤدي إلى تفاقم الحالة وتأخر التشخيص الحقيقي، لذلك تبرز أهمية مراجعة أفضل طبيب أعصاب قطر في العيادة العصبية التخصصية لإجراء تقييم شامل يجمع بين الفحص العصبي، والتحليل النفسي، والدراسات الوظيفية للدماغ مثل تخطيط الدماغ أو التصوير العصبي المتقدم.
إن التعامل المبكر مع هذه الامراض النفسية العصبية في بيئة طبية متخصصة يساعد على تحديد السبب بدقة، ووضع خطة علاجية متكاملة تُعيد التوازن بين الدماغ والعقل، وتمنح المريض فرصة أفضل للتعافي واستعادة جودة الحياة.
و هنا تأتي أهمية استشارة أفضل دكتور أعصاب قطر لمزيد من المعلومات حول الإضطرابات العصبية النفسية
ما هي الأمراض النفسية العصبية؟
الأمراض النفسية العصبية (Neuropsychiatric Disorders) هي مجموعة من الاضطرابات التي تنشأ من خلل في وظائف الدماغ يؤثر في آنٍ واحد على السلوك، المزاج، والوظائف الإدراكية.
وتشمل هذه الاضطرابات طيفًا واسعًا من الحالات مثل:
هذا توسع ممتاز للمحتوى، حيث يساعد على زيادة عدد الكلمات (لمواجهة تحذير AIOSEO بخصوص طول المحتوى) وفي نفس الوقت يعزز من سلطتك (E-E-A-T) في هذه التخصصات العصبية والنفسية.
سنقوم بالتوسع في كل نقطة بفقرة متوسطة، مع التركيز على الربط بين الجانب العصبي والنفسي، مما يعزز تخصصك كطبيب أعصاب.
1. الاكتئاب ذو المنشأ العصبي
يُعد الاكتئاب من أكثر الاضطرابات شيوعاً، ولكن الاكتئاب ذو المنشأ العصبي يتطلب نهجاً مختلفاً في التشخيص والعلاج. هذا النوع من الاكتئاب لا ينجم بالضرورة عن عوامل نفسية أو بيئية بحتة، بل يكون نتيجة مباشرة أو عرضاً مصاحباً لتغيرات هيكلية أو وظيفية في الدماغ. غالباً ما نشاهده بعد السكتات الدماغية، أو في سياق أمراض التنكس العصبي مثل الشلل الرعاش (باركنسون)، أو نتيجة لاضطرابات في النواقل العصبية الرئيسية مثل السيروتونين والدوبامين والنورإبينفرين. لذلك، يتطلب العلاج هنا دمج الأدوية التي تستهدف تعديل المسارات العصبية المعينة، بالإضافة إلى الدعم النفسي المتخصص.
2. القلق المزمن واضطرابات الهلع
على الرغم من أن القلق هو استجابة طبيعية للتوتر، إلا أنه عندما يصبح مزمناً أو يتطور إلى اضطرابات هلع، فإنه يشير إلى خلل في طريقة معالجة الدماغ للإشارات. من الناحية العصبية، يتمثل القلق المزمن في فرط نشاط في الدوائر العصبية التي تشمل اللوزة الدماغية (Amygdala) المسؤولة عن الخوف، وخللاً في التفاعل مع القشرة المخية الأمامية (Prefrontal Cortex) المسؤولة عن ضبط النفس. نحن نركز على فهم هذه المسارات العصبية المفرطة النشاط ونقدم العلاج الذي يهدف إلى تهدئة الاستجابات الفيزيولوجية (مثل خفقان القلب والتعرق) عبر تقنيات علاجية مستندة إلى الدليل العصبي.
3. الوسواس القهري
الوسواس القهري هو اضطراب معقد يتميز بأفكار متكررة وغير مرغوب فيها (الوساوس) وسلوكيات قسرية متكررة (الأفعال القهرية). تشير الأبحاث العصبية إلى أن الوسواس القهري يرتبط بشكل وثيق باضطراب في الدائرة القشرية-المخططية-المهادية-القشرية (CSTC Circuit). هذا الخلل يؤثر على قدرة الفرد على “تصفية” الأفكار غير الضرورية، مما يؤدي إلى حلقة مفرغة من القلق والتصرف القهري. في عيادتنا، نتبع نهجاً متكاملاً يشمل العلاج الدوائي المصمم لتعديل كيمياء الدماغ، جنباً إلى جنب مع العلاج السلوكي المعرفي (CBT) المتخصص الذي يركز على كسر هذه الحلقة العصبية.
4. الفصام (الشيزوفرينيا)
الشيزوفرينيا هي اضطراب عصبي-نمائي حاد يؤثر بشكل كبير على كيفية تفكير الشخص وشعوره وتصرفه، ويتميز بالذهان (Psychosis) والهلوسة والأوهام. من المعروف أن الفصام ينطوي على اختلافات في بنية الدماغ ووظيفته، خاصة فيما يتعلق بمسارات الدوبامين والجلوتامات. في الرعاية العصبية، يتم التركيز على التشخيص التفريقي الدقيق لاستبعاد الأسباب العضوية للذهان، وتقديم خطة علاجية طويلة الأمد تشمل أحدث الأدوية المضادة للذهان لتعديل النواقل العصبية، مما يساعد المرضى على استعادة وظائفهم المعرفية والاجتماعية.
5. اضطرابات ما بعد الصدمة
اضطراب ما بعد الصدمة هو حالة تنتج عن التعرض لحدث صادم أو مهدد للحياة. على المستوى العصبي، يؤدي الـ PTSD إلى تغيير دائم في استجابة الدماغ للتهديد، مع فرط نشاط في اللوزة الدماغية وقصور في الحصين (Hippocampus) المسؤول عن الذاكرة السياقية. هذا يفسر لماذا يسترجع المرضى ذكريات الصدمة بشكل متكرر. نهجنا العلاجي يجمع بين استقرار الذاكرة العصبية وتعديل استجابة القلق، باستخدام الأدوية المساعدة وتقنيات الاسترخاء الموجهة عصبياً.
6. الخرف ومرض ألزهايمر
هذه الأمراض هي اضطرابات عصبية تنكسية في جوهرها، تؤدي إلى تدهور مستمر في الوظائف المعرفية والذاكرة، ولكنها تحمل عبئاً نفسياً هائلاً. يتمثل الجانب العصبي في تراكم بروتينات غير طبيعية في الدماغ (مثل لويحات الأميلويد وتشابكات تاو في ألزهايمر)، مما يؤدي إلى موت الخلايا العصبية. الرعاية الشاملة لا تقتصر على محاولة إبطاء التدهور المعرفي فحسب، بل تمتد لتشمل إدارة الأعراض النفسية المصاحبة مثل الاكتئاب، والقلق، والسلوك العدواني، والتي تتطلب تقييماً عصبياً ونفسياً متزامناً لضمان أعلى جودة حياة للمريض ومقدمي الرعاية.
7. اضطرابات الحركة ذات التأثير النفسي
تُمثل هذه الاضطرابات تحدياً خاصاً، حيث تظهر على شكل تشنجات، أو رعشة، أو ضعف، ولكنها لا تتبع نمطاً عصبياً عضوياً تقليدياً (ليس هناك تلف هيكلي يمكن تفسيره). الأدلة العصبية الحديثة تشير إلى أن هذه الاضطرابات تنشأ من تغيير في كيفية قيام الدماغ بمعالجة المعلومات والتحكم في الحركة، غالباً ما ترتبط بآليات الدفاع النفسي. نحن متخصصون في التمييز الدقيق بين التشنجات العضوية والتشنجات الوظيفية، ونقدم برنامجاً علاجياً يدمج العلاج الطبيعي الموجه والتدخلات السلوكية المعرفية التي تستهدف شبكات التحكم الحركي في الدماغ.
تتميز هذه الحالات بأنها تقع على الحدود بين الطب العصبي والطب النفسي، مما يتطلب فهمًا متكاملًا لوظائف الدماغ من جهة، والعمليات النفسية من جهة أخرى. لمزيد من المعلومات حول الأمراض العصبية النفسية , و حول خدمات العيادة العصبية المتخصصة الدوحة

أسباب الأمراض النفسية العصبية
تتشابك أسباب الأمراض النفسية العصبية بين العوامل البيولوجية والنفسية والبيئية، ومن أهمها:
- 1. اضطراب النواقل العصبية (الدوبامين، السيروتونين، النورأدرينالين)
- تعتبر النواقل العصبية هي الرسل الكيميائية في الدماغ، وهي حجر الزاوية في وظيفة الجهاز العصبي والتحكم في المزاج والسلوك. أي خلل في توازن هذه النواقل يمكن أن يطلق سلسلة من الاضطرابات النفسية والعصبية. على سبيل المثال، يرتبط نقص السيروتونين بشكل أساسي بالاكتئاب والقلق، بينما يرتبط فرط نشاط الدوبامين في مسارات معينة بالذهان (الشيزوفرينيا). أما النورأدرينالين، فيؤدي خلل مستوياته إلى اضطرابات في الانتباه والتركيز واستجابات الهلع والقلق. لذلك، فإن تقييم هذه النواقل بدقة هو أساس أي خطة علاجية فعالة في مجال طب الأعصاب.
- 2. إصابات الدماغ أو الجلطات الدماغية
- تؤدي الإصابات الرضية (Traumatic Brain Injury – TBI) أو السكتات الدماغية إلى ضرر مباشر في الأنسجة العصبية. وبغض النظر عن العواقب الحركية أو المعرفية الظاهرة، فإن هذه الإصابات غالباً ما تؤدي إلى تغييرات سلوكية ونفسية عميقة. يمكن أن تتطور حالات الاكتئاب بعد السكتة الدماغية نتيجة تلف مناطق معينة مسؤولة عن تنظيم المزاج. وبالمثل، يمكن أن تسبب إصابات الدماغ المزاج المتقلب، والعدوانية، وصعوبات في اتخاذ القرارات. التعامل مع هذه المشكلات يتطلب نهجاً عصبياً يهدف إلى إعادة تأهيل الدوائر العصبية المتضررة.
- 3. الوراثة والاستعداد العائلي
- تلعب الجينات دوراً كبيراً في تحديد مدى استعداد الفرد للإصابة بالاضطرابات النفسية العصبية. فالعديد من الحالات مثل الفصام، والوسواس القهري، وحتى أنواع معينة من الاكتئاب، تنتقل داخل العائلات. لا يعني هذا أن الفرد سيُصاب حتماً، بل أن لديه قابلية جينية للإصابة. نحن نركز على فهم التاريخ العائلي للمريض لتحديد عوامل الخطر الجينية، والتي توجهنا نحو بروتوكولات الكشف المبكر والتدخل الوقائي المناسب، خاصةً عند التعامل مع أمراض التنكس العصبي مثل ألزهايمر.
- 4. التوتر المزمن والضغوط النفسية الطويلة
- التوتر ليس مجرد شعور؛ إنه استجابة فسيولوجية عصبية تطلق هرمونات مثل الكورتيزول. عندما يصبح التوتر مزمناً، يؤدي ارتفاع مستويات الكورتيزول بشكل مستمر إلى إحداث تغيرات هيكلية ووظيفية في الدماغ، لا سيما في مناطق مثل الحصين (Hippocampus)، المسؤولة عن الذاكرة والتعلم. هذه التغيرات تضعف قدرة الدماغ على تنظيم المزاج والخوف، مما يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالقلق المزمن، والاكتئاب، وحتى تفاقم بعض أمراض الأعصاب الموجودة مسبقاً.
- 5. اضطرابات المناعة أو الالتهاب العصبي (Neuroinflammation)
- يُعد الالتهاب العصبي الآن عاملاً رئيسياً في العديد من الاضطرابات. في بعض الحالات، يمكن أن تهاجم الاستجابة المناعية للجسم أجزاء من الجهاز العصبي المركزي (كما في التصلب المتعدد)، أو يمكن أن يؤدي الالتهاب المزمن في الدماغ إلى الإضرار بالنواقل العصبية وإحداث تغييرات في بنية الخلايا العصبية. هذا الالتهاب يلعب دوراً مهماً في تطور الاكتئاب، والخرف، وبعض اضطرابات الحركة. تشخيص الاضطرابات النفسية العصبية يتطلب في كثير من الأحيان استبعاد الأسباب الالتهابية المناعية كعامل أساسي.
- 6. تعاطي المخدرات أو الأدوية المؤثرة على الجهاز العصبي
- يؤدي تعاطي المواد التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي إلى تغيير كيميائي قسري ومفاجئ في توازن النواقل العصبية، مما يسبب ضرراً طويل الأمد للدماغ. المواد الإدمانية تسبب اختلالات في نظام المكافأة (Reward System) الذي يحركه الدوبامين. حتى بعض الأدوية الموصوفة يمكن أن تؤثر على الحالة النفسية والمزاج بشكل سلبي. التعامل مع هذه الحالات يتطلب خبرة في إدارة الأعراض العصبية والنفسية لمتلازمة الانسحاب، وإعادة ضبط توازن الدماغ الكيميائي المتضرر

تشخيص الأمراض النفسية العصبية
يبدأ التشخيص عادةً بـ تقييم سريري دقيق من قبل طبيب الأمراض العصبية ، ويشمل:
1. الفحص العصبي الكامل (Comprehensive Neurological Exam)
الفحص العصبي هو خطوتنا الأولى وهو حجر الزاوية في التشخيص، حيث يتم تقييم جميع جوانب الجهاز العصبي. يشمل هذا الفحص تقييم الحالة العقلية للمريض، وفحص الأعصاب القحفية (Cranial Nerves)، واختبار القوة العضلية والحس، وتقييم ردود الأفعال (Reflexes)، بالإضافة إلى اختبار التنسيق (Coordination) والمشي. هذا التقييم الشامل يساعد على تحديد أي علامات أو أعراض موضعية تشير إلى وجود تلف عضوي أو وظيفي محدد في منطقة معينة من الدماغ أو الحبل الشوكي.
2. التقييم النفسي المعرفي (Neuro-Cognitive Assessment)
بما أن العديد من الأعراض النفسية لها جذور عصبية، فإن التقييم النفسي المعرفي هو جزء لا يتجزأ من عملنا. يهدف هذا التقييم إلى قياس قدرات المريض العقلية والوظيفية. يتم تقييم جوانب مثل المزاج، الذاكرة العاملة (Working Memory)، القدرة على حل المشكلات، ووظائف التخطيط والتنفيذ (Executive Functions). يساعد هذا التقييم المزدوج في التمييز بين الأعراض التي تنبع من اضطراب نفسي بحت، وتلك المرتبطة بخلل عصبي كامن.
3. تخطيط الدماغ (EEG) للكشف عن النشاط الكهربائي غير الطبيعي
يُعد تخطيط الدماغ (Electroencephalography – EEG) أداة غير جراحية وحيوية لتسجيل النشاط الكهربائي للدماغ. يتم وضع أقطاب كهربائية على فروة الرأس لتحديد أي إيقاعات غير طبيعية. يستخدم هذا الاختبار للكشف عن النشاط الصرعي (Seizures)، وتقييم اضطرابات النوم، والتعرف على الأنماط التي قد تشير إلى بعض الأمراض العصبية والنفسية، خاصة تلك التي تؤثر على يقظة ووعي المريض.
4. التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لاستبعاد الأسباب العضوية
يعتبر التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) من أدق أدوات التصوير التي توفر صوراً تفصيلية لهياكل الدماغ والأنسجة الرخوة. يتم استخدامه بشكل أساسي لاستبعاد أو تأكيد وجود أسباب عضوية مباشرة للأعراض التي يظهرها المريض. يمكن للرنين المغناطيسي الكشف عن الأورام، والسكتات الدماغية القديمة أو الحديثة (الجلطات)، ومناطق التنكس العصبي، وأي علامات التهاب أو إصابات هيكلية قد تفسر الاضطرابات النفسية العصبية المعقدة.
5. اختبارات الدم لتقييم النواقل العصبية أو نقص الفيتامينات
قد لا تكون الأعراض النفسية أو العصبية ناجمة عن مرض دماغي هيكلي، بل عن خلل كيميائي أو غذائي. يتم إجراء اختبارات الدم لتقييم مستويات النواقل العصبية (بشكل غير مباشر)، والكشف عن نقص الفيتامينات الحاد (مثل فيتامين ب12 أو فيتامين د) الذي يؤثر بشكل كبير على الوظائف العصبية، وفحص وظائف الغدة الدرقية والكلى والكبد. هذه الاختبارات تساعد في استبعاد الأسباب الأيضية (Metabolic) التي يمكن أن تحاكي الأعراض النفسية أو العصبية.
6. الاختبارات المعرفية والسلوكية (Cognitive and Behavioral Tests)
تهدف هذه الاختبارات المتخصصة إلى تقدير مدى تأثير المرض الفعلي على الذاكرة، الانتباه، والتركيز. تتنوع هذه الاختبارات بدءاً من مقاييس التقييم السريع في العيادة وصولاً إلى البطاريات العصبية النفسية المفصلة. يتم من خلالها تحديد درجة الخلل المعرفي، تتبع تطور المرض عبر الزمن (في حالات الخرف وألزهايمر)، وتوجيه خطة التدخل العلاجي والتأهيلي السلوكي المناسب لتعزيز القدرات المتبقية للمريض.
إن تشخيص الأمراض النفسية العصبية من أهم خطوات العلاج, و هذا يظهر أهمية استشارة أفضل طبيب أعصاب قطر, لإجراء الفحص العصبي و الإستقصاءات التشخيصية. لمزيد من المعلومات حول تشخيص الأمراض النفسية العصبية
علاجات الأمراض النفسية العصبية
يعتمد التدخل العلاجي على نهج متكامل يجمع بين الطب العصبي والطب النفسي، ومن أبرز الخيارات العلاجية:
1. العلاج الدوائي: تعديل كيمياء الدماغ
يُعد العلاج الدوائي الخط الأول في معظم خطط الرعاية، حيث يتم استخدامه لتعديل كيمياء الدماغ وإعادة توازن النواقل العصبية التي تلعب دوراً في الاضطرابات السلوكية والمزاجية. هذا التدخل يتم بناءً على تقييم دقيق للحالة العصبية للمريض:
- مضادات الاكتئاب (SSRIs, SNRIs): تستهدف هذه الفئة الرئيسية من الأدوية زيادة توفر الناقلات العصبية مثل السيروتونين والنورأدرينالين في الدماغ، مما يساعد في تنظيم المزاج وتقليل أعراض القلق والوسواس القهري والاكتئاب ذي المنشأ العصبي.
- مضادات الذهان (Antipsychotics): تُستخدم هذه الأدوية لعلاج الفصام (الشيزوفرينيا) والحالات التي تشمل الذهان، حيث تعمل على تعديل نشاط الدوبامين لمنع الهلوسة والأوهام. كما قد تُستخدم بجرعات منخفضة كعلاج مساعد في بعض حالات الاكتئاب المقاوم.
- مهدئات القلق (Anxiolytics): تُوصف بحذر ولفترات محدودة للمساعدة في السيطرة السريعة على نوبات القلق الحادة واضطرابات الهلع، بهدف استقرار حالة المريض والسماح ببدء العلاج السلوكي.
- الأدوية المضادة للتشنج (Anticonvulsants): رغم أن وظيفتها الأساسية هي السيطرة على الصرع والتشنجات، إلا أنها فعّالة للغاية في تثبيت المزاج وتعديل التقلبات العاطفية في اضطراب المزاج ثنائي القطب، حيث تعمل على استقرار نشاط الخلايا العصبية.
2. العلاج النفسي والسلوكي
لا يكتمل العلاج دون دمج التدخلات النفسية التي تستهدف تعديل أنماط التفكير والسلوك التي يسببها الاضطراب العصبي. هذه الجلسات تساعد المرضى على تطوير آليات تأقلم صحية.
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يعتبر أساساً لعلاج القلق والوسواس القهري واضطرابات ما بعد الصدمة (PTSD). يركز هذا النوع من العلاج على تغيير أنماط التفكير السلبية والمعتقدات الخاطئة التي تؤدي إلى السلوكيات والردود العصبية غير المرغوبة.
- العلاج بالتحفيز المعرفي والعاطفي (Cognitive and Emotional Stimulation): هذا النوع من العلاج موجه بشكل خاص لحالات الخرف وألزهايمر. يهدف إلى الحفاظ على الوظائف المعرفية المتبقية وتحسين جودة الحياة من خلال تمارين ذهنية وأنشطة تستهدف الذاكرة والتركيز.
- العلاج بالتحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS): هو تقنية حديثة وغير جراحية تستخدم لإرسال نبضات مغناطيسية تستهدف مناطق محددة في الدماغ (مثل القشرة المخية الأمامية) لتعديل النشاط العصبي. يُستخدم هذا العلاج للحالات المقاومة للعلاج الدوائي، خاصة في الاكتئاب والوسواس القهري.
- العلاج النفسي الجماعي أو الأسري: هذا التدخل ضروري في الاضطرابات المزمنة مثل الفصام أو الخرف، حيث يوفر الدعم لكل من المريض وعائلته. يساعد العلاج الأسري على تحسين التواصل وفهم طبيعة المرض، مما يقلل من الضغط على المريض ويسهم في التزامه بالخطة العلاجية.
3. التأهيل العصبي والنفسي
بمجرد السيطرة على الأعراض الحادة للمرض، تبدأ مرحلة التأهيل، التي تركز على استعادة القدرة الوظيفية للمريض وإعادة دمجه في المجتمع.
التأهيل السلوكي والاجتماعي: يهدف إلى مساعدة المرضى على التعامل مع الصعوبات الاجتماعية والمهنية الناتجة عن الاضطرابات العصبية والنفسية. هذا يتضمن التدريب على المهارات الاجتماعية وإدارة الغضب والتوتر المزمن بشكل فعّال، لضمان استعادة المريض قدرته على العيش بكامل إمكاناته.الذهنية والاجتماعية، خصوصاً بعد إصابات الدماغ أو الجلطات.
برامج إعادة التأهيل المعرفي (Cognitive Rehabilitation): مصممة للمرضى الذين عانوا من إصابات في الدماغ أو جلطات أو المراحل المبكرة من الخرف. تركز هذه البرامج على استعادة المهارات المعرفية المتضررة مثل الذاكرة، الانتباه، وسرعة المعالجة.
لذلك فإن استشارة فضل دكتور أعصاب قطر يعد أمرًا أساسيًا للحفاظ على استقرار الحالة ومنع الانتكاس, فبعض الاضطرابات تحتاج إلى تعديل العلاج تدريجيًا أو دعم نفسي متواصل لتحقيق أفضل النتائج. لمزيد من المعلومات حول علاج الأمراض النفسية العصبية
خاتمة
تمثل الأمراض العصبية النفسية تحديًا حقيقيًا للطب الحديث، لأنها تمس أعمق ما يميز الإنسان: تفكيره، ومشاعره، وسلوكه. ومع أن أعراضها قد تبدو نفسية في البداية، إلا أن جذورها كثيرًا ما تمتد إلى الدماغ ووظائفه الدقيقة. لذلك فإن التقييم المبكر والمتكامل في العيادة العصبية المتخصصة الدوحة يُعدّ خطوة حاسمة نحو الفهم الصحيح والعلاج الفعّال.
إن الدماغ ليس مجرد عضو في الجسم، بل هو مركز التوازن بين الجسد والعقل، وأي خلل في كيميائه أو بنيته يمكن أن ينعكس في صورة اضطراب نفسي أو سلوكي. ولهذا فإن الكشف المبكر والعلاج الموجّه لا يهدفان فقط إلى تخفيف الأعراض، بل إلى إعادة الانسجام بين النشاط العصبي والصحة النفسية وتحسين نوعية حياة المريض.
🔹 في العيادة العصبية التخصصية في مركز الحياة الطبي، بإشراف د. زاهر السلامة – استشاري الأمراض العصبية – أفضل طبيب أعصاب قطر- نؤمن أن الفهم العميق للدماغ هو المفتاح لعلاج النفس والجسد معًا.



Hi, this is a comment.
To get started with moderating, editing, and deleting comments, please visit the Comments screen in the dashboard.
Commenter avatars come from Gravatar.